إشتهر الفنان المصري سمير الإسكندراني بأداء الأغنيات الوطنية، ومنها "يا رب بلدي وحبايبي"، فضلاً عن أغانٍ عاطفية تحمل طابع فولكلوري، ومنها "يا نخلتين في العلالي"، و"آه يا جميل ياللي ناسيني".
ولد بحي الغورية التاريخي في القاهرة، يوم 8 شباط/فبراير عام 1938، ونشأ في أسرة فنية وكان والده صديقاً لعدد من كبار الشعراء والملحنين، ومنهم زكريا أحمد، بيرم التونسي، وأحمد رامي.
لقّب بـ"ثعلب المخابرات"، بعد محاولة الموساد الإسرائيلي تجنيده في شبابه، ومساهمته بعدها في تفكيك شبكات تجسس لصالح الموساد في مصر.
دراسته
درس سمير الإسكندراني في كلية الفنون الجميلة، وبدأ تعلم اللغة الإيطالية بها، وإستمر في تعلمها بعدما ألغيت اللغة الإيطالية من الكلية في مدرسة لتعليم الأجانب والمصريين، ثم دعاه المستشار الإيطالي في مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وهناك ذهب لإستكمال دراسته بمدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958، ودرس وعمل في الرسم والموسيقى وغنى في فناء الجامعة.
أعماله الفنية
قدّم سمير الإسكندراني العديد من الأعمال الغنائية، ومنها "يا نخلتين في العلالي Take me back to Cairo"، "النيل الفضى Silver Nile"، "ترحال السنين Feelings"، "أحبك الآن وسأحبك غدا t'amo e t'amero"، "زمان زمان"، "Oh Champion Mohammed Ali Clay"، "نويت أسيبك"، "قدك المياس"، "اه يا جميل يا اللى ناسيني"، "يا رب بلدي وحبايبي"، "بناعهدك يا غالية"، "دوسه"، "ابن مصر"، "في حب مصر"، "حبيب الحب"، "كام وردة"، "مين اللي قال"، "قمر له ليالي"، "قولوا لحبيبي"، "رجعتلك"، "شباب الإنجازات"، "طالعه من بيت أبوها"، "زفوا الخبر"، "يا نيل"، "يا رب"، "ياغصن نقا"، "يا صلاه الزين"، "أوبريت الغاليه بلدي"، "يا ناس انا"، "اخترناه"، "أوبريت تسلم الأيادي"
كما غنى سمير الإسكندراني للعديد من المسلسلات، ومنها "ملحمة الحب والرحيل"، "الطاحونة 1 و2"، "الوليمة".
محاولة الموساد الإسرائيلي تجنيده وعمله مع المخابرات المصرية
كشف سمير الإسكندراني أن عمله مع المخابرات مرحلة أساسية وفارقة في حياته، مؤكداً أن أحد أجداده كان يهودياً وإعتنق الإسلام، وحاول أحد الإسرائيليين تجنيديه أثناء دراستيه في إيطاليا، وساهم في إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية في مصر.
القصة بدأت بتلقيه دعوة من المستشار الإيطالي في القاهرة لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وذهب لإستكمال دراسته في مدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958.
كان سمير الإسكندراني متفتحاً ومثقفاً يجيد 5 لغات، ويحب الرقص واللغات، وكانت إيطاليا مثل غيرها من الدول الأوروبية التي تعج بعملاء الموساد الإسرائيلي، الذين يبحثون عن عملاء عرب ومصريين للتجنيد لصالحهم.
ركز عملاء الموساد عليه للإيقاع به عن طريق شاب يدعى سليم، وفقاً لموقع المجموعة 73 مؤرخين.
تقرب الشاب "سليم" من سمير الإسكندراني، لكن سرعان ما تسرب الشك إليه من تصرفات الشاب المريبة، خصوصاً بعدما عرف بجواز سفره الأميركي، رغم إدعاء الشاب أنه عربي. وتوطدت أواصر الصداقة بينهما وأخبره أنه يعقد بعض الصفقات التجارية، التي تتطلب سرعة التحرك وسريته.
قرر سمير الإسكندراني أن يراوغ سليم، حتى يعرف ما يخفيه، وأوهمه أن جده الأكبر كان يهودياً وأسلم ليتزوج جدته، ولكن أحداً لم ينس أصله اليهودي، وأنه أكثر ميلاً لجذوره اليهودية، منه للمصرية، وسقط سليم في فخ الثعلب، وأندفع يقول في حماس: كنت أتوقع هذا.. أنا أيضا لست مصرياً يا سمير، أنا يهودي.
بدأ تدريباته على الحبر السري، والتمييز بين الرتب العسكرية، ورسم الكبارى والمواقع العسكرية، وطلب منه التطوع في الجيش عند عودته إلى مصر بمقابل مادي كبير، وأخبر شقيقه بالأمر وسأله الكتمان وطلب منه السفر إلى مصر والذهاب إلى المخابرات العامة، ليروي لها كل ما لديه، وأصر الاسكندراني على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال عبد الناصر شخصياً، وبالفعل إستمع الرئيس في إهتمام شديد، إلى القصة التي رواها سمير.
بدأ يعمل لحساب المخابرات المصرية، وتحت إشراف رجالها، الذين وضعوا الأمر برمته على مائدة البحث، وراحوا يقلبونه على كل الوجوه، ويدربون الشاب على وسائل التعامل، وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد، حتى تمكن من إسقاط شبكات تجسس داخل مصر.
ودعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه على نجاحه في تلك اللعبة، وأطلقوا عليه في جهازي المخابرات المصري والإسرائيلي لقب "الثعلب"، عندما تسبب نجاحه في إستقالة مدير المخابرات الإسرائيلية أنذاك.
مرضه ووفاته
خضع سمير الإسكندراني للعلاج المكثف في أحد المستشفيات، بعد أن تدهورت حالته الصحية لمعاناته من الفشل الكلوي، وإجراءه جراحة مرتين، ما تسبب له في مضاعفات كبيرة.
مسيرة فنية طويلة قدمها سمير الإسكندراني ، الذي توفي يوم 13 آب/أغسطس عام 2020، عمر ناهز الـ 82 عاما، بعد صراع مع المرض، ليرحل بجسده وتبقى أعماله الفنية وقصصه وحكاياته، التي تثبت حجم الموهبة والتاريخ الذي ميّز الراحل.